Translate

24‏/09‏/2007

تحقيق لسيدتى عن المتحولين جنسيا

ولدوا أطفالاً عاديين يعشقون اللعب والضحك مع اخوتهم وأصدقائهم... لكنهم يختلفون عنهم بأنهم يعانون عيباً في أعضائهم التناسلية، بعضهم صحح بالخطأ وبعضهم عاد إلى حياته الطبيعية التي يحسها، أمام هذه الحالات تفتح «سيدتي» ملفها الخاص عن المتحولين جنسياً؟.

المنطقة الشرقية ـ آمال العسيري، جدة ـ ابتسام شوكاي المنامة ـ بدور المالكي - تصوير: بطرس عياد

التقتها «سيدتي» وهي تمشي في ردهات إحدى المستشفيات المعروفة في المنطقة الشرقية، وزفرات حانقة تخرج من خلف غطاء وجهها، إلى أن عرفنا قصتها، عندها جَهدنا بالبحث عنها بين ردهات المستشفى، ولما وجدناها عرفناها بأنفسنا.. رحبت بنا وطلبت أن نزورها في منزلها في قرية «المطيرفي» في مدينة الأحساء ـ إحدى مدن المنطقة الشرقية.

عيب ولادى

تحكي أم سالم وعيناها تتبعان شاباً قصير القامة يتجول بالمنزل، يكرم ضيوف البيت دون خجل كأنه رجل البيت، نظراً لكبر سن والده قائلة: «عند ولادة سالم كنت واثقة بأنه ولد، كما أن ولادته كانت ميسرة جداً، إلا أن ملامح القابلة تغيرت عند رؤيتها الطفل وساد التوتر المستشفى بعد الولادة، إلى أن أخبرني الطبيب أن الطفل الذي ولدته به عيب في جهازه التناسلي، وأن أعضاءه التناسلية كاملة لكن إحدى الخصيتين مرتفعة مع وجود فتحة صغيرة أسفل العضو التناسلي؛ لكنه طمأنني وقال لي بأنهم سوف يجرون له جراحة لإغلاق الفتحة وإنزال الخصية المرتفعة، فوافقتهم، لكنه عاد وفاجأني في اليوم الثاني باستدعاء والد سالم إلى المركز الصحي، الخاص بالشركة في الظهران وليس بالأحساء لإنهاء الإجراءات اللازمة لإجراء العملية».

ولد أم بنت

تضيف أم سالم: لقد تعجبت كثيراً من تصرف المستشفى، وكنت أسأل زوجي: «كيف لهم أن ينقلوا طفلي إلى الظهران دون علمنا»؟ لكن زوجي طمأنني وذهب في اليوم التالي ووقع على مجموعة كبيرة من الأوراق رغم أميته، فهو لا يقرأ ولا يكتب، تفيد بموافقته على أن تجرى للطفل عملية تجميلية، وأوراقه بحوزتي تثبت بأنه سالم، أي صبي، وليس كما ادعى الطبيب بأنه أنثى، علماً بـأن الطبيب أعطى ولدي إبراً لتحفيز الهورمون الأنثوي إلا أننا اكتشفنا بأنها أثرت على نموه».

انتقلنا بالحديث إلى سالم فلا أحد يشعر ما بداخله سواه، وسألناه: من أيقظ سالم بداخل سلمى الآن؟

قصصت ضفائري

«شعوري بأنني شاب رافقني منذ زمن طويل جداً، كنت أراقب الصبية وهم يلعبون في الحواري» هذا ما بدأ به سالم حديثه، وتابع: «بداخلي كنت أرفض أن أكون بنتاً، وكنت أبكي بحرقة عندما كانت والدتي تلبسني فستاناً أو قرطاً من ذهب أو حتى اسوارة، كما كنت أتضايق عندما أذهب إلى مدرسة البنات وأرغب بالهرب إلى الأخرى الخاصة بالأولاد فهناك مكاني. ومنذ سنتين قررت أن أكون «سالم» لا سلمى، وطلبت من أمي مبلغ خمسة ريالات ثم توجهت بها إلى حلاق الحارة الخاص بالرجال، وقصصت ضفائري التي لا أنتمي لها، وبعدها أحسست براحة لم أحس بها منذ ولادتي، وعندما دخلت على والدتي وشاهدتني قلت لها: «عاد سالم».

كلفتها قد تصل إلى 30 ألف يورو

في الوطن العربي تحديداً.. ما زالت عملية التحول غير متقبلة، رغم التطور الذي شهده هذا المجال؟ مع أن هؤلاء الأشخاص يعيشون بيننا! إذ لا يمكن تقديم هذا النوع من العمليات بسهولة لكونها تقتصر على الإصلاح فقط، ولأن حالة الخنثى نادراً ما ترد على الطب إلا بعد بلوغ بعض الشباب سن 21 وذلك لتفادي الانعكاسات النفسية التي تترتب على وضعهم العالق «لا ذكر ولا أنثى»، حيث يرون أن التدخل الجراحي أصبح ضرورياً، وقد تتحرج مستشفيات الوطن العربي من إجراء العمليات بسبب العادات والتقاليد. مما يدفع أغلب تلك الحالات للسفر إلى الخارج والقيام بها، حيث تتراوح تكلفتها من 6000 يورو الى 30 ألف يورو».
وحتى الآن ما زالت تلك العمليات تقام في السر، ولا توجد إحصائيات واضحة ومحددة حول أعداد الأشخاص الذين يحتاجون إلى تغيير جنسي في البلدان العربية.
توجهت «سيدتي» بالسؤال إلى الطبيب الذي أجرى الجراحة لسالم، والذي يعمل في إحدى المستشفيات الكبرى في المنطقة الشرقية؛ لكنه امتنع عن الحديث معنا وفضل أن نتجه للإدارة الطبية لسؤالهم عن أي أمر نريده.

من أيام الأباطرة

أجريت أولى عمليات التحول الجنسي في التاريخ عام 202 لأحد أباطرة الرومان ويدعى إلاجبالوس، ولكن لم يعرف إذا كانت العملية قد نجحت أم لا!
في الوقت الذي فشلت فيه أولى عمليات التحول في عصرنا الحديث، وهي العملية التي أجريت لرسام دانماركي يدعى «أينر ويجنر»، فقد تحول إلى فتاة تدعى إيلي إلب عام 1931، ولكن حدث الكثير من المضاعفات بعد إجراء العملية وماتت، رغم إصدار بطاقة وشهادة ميلاد جديدتين لها، وإنهاء زواجها بأمر ملكي!
وكانت بداية النجاح عندما أجرى أحد الجنود الأميركيين ويدعى «جورج يورجنسن، عملية حولته إلى كريستين عام 1952، وأجراها له أطباء اسكندينافيون.

أحلام سالم

بعدما استرسل سالم بأحاسيسه بكل حرية أجابنا على النقاط التالية:
< صديقاته في المدرسة:
ـ «كنت أصفع الفتيات في المدرسة، وأتضايق كثيراً من حركاتهن الناعمة».
< أحلامه:
ـ «أحلم بدخول العسكرية من أجل خدمة وطني؛ لكن حلمي مات قبل أن يتحقق، والسبب مبضع طبيب، لا أعرف لماذا فعل بي ما فعل؟، كما حلمت أن يكون لي أطفال، إلا أن حلمي هذا لن يتحقق أبداً فكيف لي أن أنجب وأنا... ثم أضاف: «أحاول أن أعوض حبي للأطفال باللعب معهم؛ لكن والدتي كثيراً ما تتضايق لخوفها أن يظن الآخرون السوء بي».
< المستقبل:
ـ «لا أعرف ما تخفيه لي الأيام والسنوات القادمة، فأنا أسير في طريق مظلم لا نور يضيئه سوى المسؤولين في بلادنا الحبيبة الذين أطلب منهم من خلال مجلتكم مساعدتي لكسب لقمة عيشي بوظيفة، وقبل كل شيء الأخذ بحقي من الذين اغتالوا رجولتي وحرموني من تحقيق أحلامي مثل الآخرين».
< المواقف التي تعرض لها وضايقته:
ـ «لكنني أذكر بأن مديرة المدرسة عندما عرفت أنني أصبحت شاباً، طلبت مني أن أنسى كل ما رأيته أثناء الدراسة، فقلت لها: «أنا نسيت أنني سلمى وأنني فتاة».
< أوراق ثبوتية تدل على أنه شاب:
ـ «نعم، فقد أعطيت بطاقة أحوال شخصية دون أي معوقات».

قصة رجلين عاشا
في عالم الإناث أعواماً طويلة!

حكاية سالم ليست الوحيدة، إذ بات الظهور العلني لهؤلاء الأشخاص أمراً عادياً، فخالد وعبد الرحمن اللذان عاشا 18 عاماً في عالم الإناث قررا تحديد هويتهما الحقيقية، وتبين بعد مراجعة الطبيب أنهما رجلان وليسا امرأتين، «سيدتي» التقتهما حيث رويا لها تفاصيل حياتهما منذ البداية.
ريم التي أصبحت خالد سألناها:
< حدثنا عن ولادتك وطفولتك؟
ـ ولدت بأحد مستشفيات مكة المكرمة ومنذ كنت في الـ12 من عمري لم أشتر ملابس بناتية، حتى بلغت الـ15 عاماً، عندها ألزمت بالزي الشرعي، فامتنعت عن الزيارات العائلية أو لقاء الضيوف.
< ماذا عن فترة المراحل الدراسية؟
ـ حالتي النفسية تعقدت كثيراً في المرحلة الثانوية، وبدأت الإدارة تتصل بأهلي تشكو من حركاتي الرجولية، لذا لم تكن لي صداقات أبداً حتى عندما التحقت بالجامعة في اليمن لم أرافق الجنسين، وحصلت على بكالوريوس تجارة وكنت أقيم بمنزل والدي ولو كنت في سكن جامعي لطردوني بالتأكيد.
< ماذا عن أخواتك؟
لدي أختان إحداهما متزوجة والأخرى ما زالت صغيرة، بالإضافة إلى أربعة إخوان وأصبحنا الآن خمسة.
< ما الذي جعلك تفكر بإصرار حول مسألة تعديل الجنس؟
ـ من يراني يستغرب من هيئتي، وقد راسلت البرامج المتعلقة بمن تم تعديل جنسهم، فشجعوني على هذه الخطوة.
< متى قررت اللجوء إلى الطبيب؟
ـ في سن الـ28 لم أتمكن من التحمل أكثر، لذا لجأت إلى طبيب في المدينة المنورة ثم انتقلت إلى جدة وهناك أجمع الأطباء على أنني أحمل الصفات الذكورية وبحاجة إلى بعض العمليات الخارجية لتعديل الجنس، فأجريت عمليات تجميلية تمثلت في استئصال الثديين وإزالة الرحم الكاذب الذي كان حجمه صغيراً، وعلاج الأورام والضمور في الأعضاء الداخلية.
< ما الذي أخر اتخاذك هذا القرار؟
ـ والدي لم يكن مقتنعاً وألزمني بمراجعة طبيب نفسي كان يعاملني كمجنون ولا يتفهم وضعي، مما اضطرني إلى ترك لحيتي وشاربي حتى ظهرت بشكل واضح عندها تفاجأ والدي وصدقني.
< حدثنا عن شعورك عندما سمعت نتيجة التشخيص؟
ـ أولاً تخلصت من ملابسي النسائية وخرجت بالثوب الرجالي إلى محل قريب من منزلنا لشراء الفول بسعادة لا توصف، وأصبحت أخرج من المنزل أتجول بالسيارة ولا أعود إلا في وقت متأخر من الليل.
< ماذا عن موقف أهلك؟
شعروا بالارتياح لإقدامي على هذه الخطوة، كما حظيت بتشجيع الجيران والمعارف، وباعتقادي هذا نتيجة الوعي الذي وصل إليه الناس في هذه الأمور، ولم أقطع علاقتي بهم ولا أفكر بتغيير منطقة سكني كما يفعل البعض، وسجلت في ناد للياقة البدنية.
< لماذا اخترت اسم خالد؟
ـ هو اسم شخص ساندني بكل ما يملك من إمكانيات مادية ومعنوية.
< ماذا بشأن أوراقك الرسمية؟
ـ وافقت وزارة الداخلية بالرياض على إصدار إقامة رسمية لي باسم خالد؛ ولكن ما زلت بانتظار تنفيذ هذا القرار، وبالنسبة للسفارة اليمنية فقد أصدرت لي جواز سفر وقد وجدت أكثر من وظيفة مناسبة لمؤهلي.
< كيف ترى اليوم عالم الرجولة؟
ـ عالم الذكور أفضل من عالم الإناث، وأريد نسيان الماضي، حتى صوري القديمة أرغب في إحراقها إلا أن والدتي مصرة على الاحتفاظ بها.
< هل تفكر بالزواج؟
ـ تقدمت للزواج من فتاة هي صديقة أختي. تفهمت وضعي هي ووالدتها وأبدت موافقتها رغم اعتراض بعض أهلها.

نجوى التي أصبحت
عبد الرحمن

«منذ صغري كانت الشكوك تحوم حول وضعي، ووالدتي لاحظت تأخر ظهور علامات الأنوثة عليّ، إلا أننا لم نلجأ إلى الأطباء» هذا ما قاله عبد الرحمن الذي عاش في جلباب نجوى طوال 18 عاماً فسألناه:
< متى اكتشفت الأمر؟
ـ أصبت بمشاكل في الغدة الدرقية فأثارت حالتي استغراب الطبيب، وحولني إلى طبيبة نساء وولادة، وحولتني هي إلى د. ياسر جمال الذي ألزمني بإجراء تحاليل للكروموزومات والجينات إلى جانب الأشعة للتأكد من حقيقة وضعي، ولم تظهر النتائج إلا بعد ثلاث سنوات وأخبرني بأنني ذكر.
< كيف كان شعورك ساعة سماع الخبر؟
ـ في البداية شعرت أن هذا الخبر قلب حياتي، حيث كنت في الصف الأول ثانوي فتغيبت عن المدرسة، وشعرت أن نجوى ماتت وولد شخص جديد اسمه عبد الرحمن، لذا توقفت عن الدراسة.
< ماذا عن عمليات تعديل الجنس والأوراق الرسمية؟
لا وجود لرحم لدي، وجهازي التناسلي ذكري، فكنت باختصار كرجل عاش في جلباب امرأة طوال 18 عاماً، لذا أسرعت في إجراء جميع العمليات. وبالنسبة للأوراق لم يتبق سوى شهادة الثانوية وأتمنى مساندة وزارة التربية والتعليم لإكمال دراستي وإيجاد عمل.
< ما موقف أهلك؟
ـ سعداء، فوالدتي تقول «راحت بنت وجانا ولد»، وأنا سعيد جداً بحالي لأن الدين والطب قالا كلمتهما في أمري، أما بالنسبة إلى نجوى فأنا أحاول نسيانها. ولدي 12 أخاً وأختاً وترتيبي بينهم السابع، جميع أخواتي متزوجات، وعندما ظهرت حالتي راجع إخوتي الأطباء للتأكد من وضعهم، فكنت الوحيد بينهم الذي عانى من هذه المسألة.
< هل تمكنت من تكوين صداقات مع الجنس الخشن؟
ـ صداقاتي اليوم أكثر من ذي قبل، وعندما عملت بمحل جوالات تعرضت إلى مضايقات كثيرة، ولكنني تمكنت من التغلب عليها بقوة الإرادة وعدم الاهتمام بكلامهم.
< ماذا عن الزواج؟
ـ عندما كنت في الـ 14 من عمري تقدم أحدهم للزواج مني ولكن أهلي رفضوه، والآن بعد العمليات التي أجريتها بالطبع أفكر في الزواج، ولكن بعد تكوين حياتي وإكمال دراستي، حيث أقضي يومي منذ الصباح حتى المساء في العمل.

الرأي النفسي

هم بحاجة إلى التأهيل النفسي والاجتماعي

«اضطرابات الهوية الجنسية هو مرض جنسي بحت كأن يدل التشريح الجيني لشخص ما على أنه ذكر، لكنه في قرارة نفسه مقتنع بأنه أنثى» هذا ما علقت به نجاة هاشم اختصاصية الطب النفسي وتتابع: «قد يلجأ للهرمونات الأنثوية وإزالة الأعضاء التناسلية، وهذه تسمى بعمليات تحويل الجنس الوظيفي وهي شرعياً وأخلاقياً مختلف عليها، وفي المجتمعات الغربية توافق على إجراء العملية، ويصاب المتحولون بالاكتئاب لعدم قدرتهم على التكيف مع الجنس الجديد الذي اختاروه، وقد يميلون في أغلب الأحيان للانتحار، وبالنسبة للحالة التي نحن بصددها أي تحول أنثى إلى ذكر، من خلال عمليات تعديل الجنس، هم بحاجة إلى التأهيل النفسي والاجتماعي ليتمكنوا من التأقلم مع مجتمعهم بهويتهم الجديدة، كما أنهم بحاجة إلى تعاون الجهات المسؤولة عن تغيير أوراقهم الثبوتية».

حتى كتابة هذه الأسطر لا يزال سالم عاجزاً عن مواصلة حياته الطبيعية كشاب، رغم أنه متمسك برجولته، كما أن أوصافه لا تدل على أنه من الجنس الثالث، ووالده ووالدته لا حول لهما ولا قوة عاجزان عن فعل أي شيء له.

إجراءات رفع دعوى للتحول إلى جنس آخر

تعددها المحامية فوزية كالتالي:
1 ـ استخراج تقارير طبية توضح سبب اضطراب الهوية الجنسية إن كان ناتجاً عن تشوه خلقي أو اضطراب هرموني.
2 ـ الحصول على فتوى شرعية تجيز إجراء العملية.
3 ـ الحصول على موافقة لجنة تعديل الألقاب وتصحيحها.
4 ـ تقديم التقارير إلى المحكمة لاستصدار الحكم المناسب.
5 ـ المحكمة تقضي بالطلبات في الدعوى أو تحيل المدعي إلى الطبيب الشرعي.
6 ـ النطق بالحكم النهائي بعد تداول كافة الأدلة المطروحة فيها.

عبد الرحمن المولود في جدة يعذر الطبيب الذي تولى عملية الولادة، لعدم توفر الإمكانيات الطبية، ورغم ذلك فقد أسمته والدته عبد الرحمن على اسم ذلك الطبيب لأنه أنقذها عندما تعرضت إلى مضاعفات وارتفاع الضغط أثناء ولادته.
وقد قبل بالظهور الإعلامي تشجيعاً للحالات المشابهة لحالته، الذين يدفعهم الخجل إلى الانتقال للسكن في حي آخر أو مدينة أخرى واعتزال البشر، إذ يؤكد أنه رجل عاش في عباءة امرأة في عالم ليس عالمه وضحية عدم وعي الناس سابقاً ويدعو إلى ضرورة فحص الأطفال جيداً وعدم الأخذ بالظاهر.


شروط التحقق من صفات الرجولة أو الأنوثة:

1 ـ تحليل الكروموزومات xx أنثى وxy ذكر.
2 ـ الغدة التناسلية: وجود المبايض للأنثى أو وجود الخصية للذكر.
3 ـ الأعضاء التناسلية الداخلية: الرحم وأنابيب فالوب للأنثى أو البربخ والوعاء المنوي للذكر.
4 ـ الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى وللذكر.
5 ـ مستوى التنشئة: هل نشأ كذكر أم كأنثى لأن معظم المشاكل تأتي من الشكل الخارجي غير الطبيعي للجهاز التناسلي مما يعرضهم للتصنيف الخاطئ.

فوزية جناحي.. أول محامية بحرينية تكسب حكماً بتحويل فتاة إلى رجل..الخليجيون يطرقون بابها لتحويل جنسهم!

«خلق الله»، وطلبوا منها التوقف عن الترافع في قضايا تعديل الجنس؛ لكنها واصلت وكسبت القضية الأولى لتتبنى قضية أخرى تسعى قريباً للحصول على حكم لصالحها.
فوزية جناحي أول محامية تعمل في قضايا تحويل الجنس، فأصبحت مقصداً يلتجئ إليه من لا يملكون الشجاعة لتعديل جنسهم، ليس من البحرين فقط، وإنما من دول الخليج أيضاً. «سيدتي» التقتها في مكتبها في الحي الدبلوماسي في المنامة وكان الحوار التالي:
< ما هي القضايا المتعلقة بتعديل الجنس التي توليت الدفاع عنها؟
ـ توليت ثلاث قضايا، الأولى التي بدأت إجراءاتها في عام 2001، وقُدمت للقضاء وصدر الحكم لصالح موكلي فيها في عام 2005، حيث ألزمت المحكمة بتحويل جنس موكلي من أنثى إلى ذكر، ويعد هذا الحكم الأول من نوعه في مملكة البحرين وفي دول الخليج العربي. أما الثانية فهي أيضاً قضية تعديل الجنس من أنثى إلى ذكر، كما جاءتني قضية ثالثة وهي تحويل جنس من ذكر إلى أنثى، إذ طلب مني شاب بحريني الدفاع عنه ضد أهله الذين رفعوا عليه قضية تمنعه من إجراء العملية؛ ولكني طلبت منه إحضار تقارير طبية تثبت أنه أنثى، وبعد 3 جلسات لم يحضر لي المطلوب، فقابلت أهله وأخبروني أنه كامل الرجولة، وأن ما يعانيه هو مرض نفسي، وقدموا لي تقريراً بذلك، فرفضت القضية وبالفعل قضت المحكمة برفض تحويله لعدم وجود المستندات التي تدعم طلبه.
< ألم تجدي حرجاً بالترافع عن هذه القضايا الحساسة؟
ـ القضية الأولى كانت لزميلي في الجامعة، حيث كنا ندرس القانون معاً، وكان يعاني من اضطراب الهوية الجنسية، وعرفت أن حالته هي «الترانسكس»، وهو مرض يجعل المصاب يعتقد أنه من الجنس المعاكس، فالذكر يولد بأعضاء تناسلية ذكرية كاملة وهو بالتالي ليس خنثى؛ لكنه من سن مبكرة يصنف نفسه من جنس النساء، ويتطلع لإنشاء علاقات مع الذكور، بحيث يكثر عدد الهرمونات الأنثوية والعكس صحيح.
< وما هي الخطوات التي قمت بها بعد ذلك؟
ـ رفعت قضية له في المحكمة بعد اطلاعي على حالته، كما راسلت في موقع الفتاوى «إسلام أون لاين» لمعرفة الحكم الشرعي وعرضته على الجهة المختصة التي وافقت على تحويله إلى ذكر، بعد ذلك قررت الدفاع عنه، ونجحت.
< وهل كنت متأكدة من نجاح القضية؟
ـ أعرف أن القضية حساسة والأولى من نوعها في البحرين؛ ولكن معرفتي بظروفه الصعبة التي دفعته للجوء إليّ جعلتني أعده بكسب القضية.
< وماذا بعد الحكم؟
ـ سافر موكلي (م) إلى تايلاند، حيث أجريت له أربع عمليات لإزالة الرحم والمبايض والثديين، وهو الآن مكتمل الرجولة ويمكنه الزواج.
< اتهموك في البحرين بتغيير (خلق الله)؟
ـ أنا إنسانة مؤمنة بالله، وكذلك موكلي، وباختصار فإن زميلي كان رجلاً في جسد امرأة، ولهذا فقد دعمت موقفه عبر فتاوى شرعية.
< ولماذا رفضوا في البحرين تعديل جنسه؟
ـ هناك الكثير من الموروثات والتقاليد في مجتمعنا، مع هذا تعاطف معي الكثيرون في البحرين. أما الضجة التي حدثت في البرلمان، فكانت لعدم معرفة بعض النواب بحالة موكلي. كانت الصحافة البحرينية والرأي العام البحريني في صفي، وهذا ما شجعني على الاستمرار.
< ماذا عن القضية الثانية؟
ـ تختلف عن الأولى، رغم أن الفكرة واحدة وهي تغيير الجنس، لكن الأخير يعاني من مرض (الإنترسكس)، أي الجنس الداخلي، وصاحبه يسمى عند الفقهاء «الخنثى»، وهو الإنسان الذي يمتلك أعضاء ذكرية وأنثوية.

مع تطور العلم %90 من المواليد الذين يحتاجون إلى عمليات تصحيحية، حسب قول د. جمال ياسر، يتم إخضاعهم لعمليات تعديل جنسهم دون علم أحد، وأغلبهم ممن ولدوا في البيوت أو مستشفيات صغيرة أو في القرى على يد الدايات، والحالات التي تظهر الآن هي بقايا السنوات الماضية، لكن البعض يعتبر التصحيح فضيحة.

الطبيب: خالد امرأة

د. ياسر جمال أستاذ واستشاري جراحة الأطفال والتجميل في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز قال: «بالنسبة لقضية ريم التي أصبحت خالد، هذه عملية تغيير جنس غير جائزة شرعاً، لأنني أعرف كل شيء عنها ولقد أخبرتها بالحقيقة إلا أنها رفضت الإصغاء إليّ ولجأت إلى طبيب آخر في مكة المكرمة أجرى لها تلك العملية، ما فعلته خطأ وهي بحاجة لمن يساعدها لأنها امرأة كاملة الأنوثة وقامت بعملية إزالة الرحم والمبايض واستئصال الصدر، ورغم ذلك لا تزال امرأة ولا تتمتع بأي صفة من صفات الرجولة، أما عبد الرحمن فهو رجل لأنه يحمل الصفات الذكورية.
وعن طريقة التفريق بين الحالات يقود د. ياسر: «عندما يكون الجهاز التناسلي مبهماً، أقل من الذكورة وأكثر من الأنوثة خارجياً تجرى عملية تصحيح، كذلك اختلاط الجنس يعني تعارضاً بين المستويات المذكورة يستوجب التصحيح، أما الخنثى الحقيقي فيكون لديه أعضاء تناسلية من الجنسين في الوقت نفسه، فنستخدم الصفات الثانوية، نأخذ الأولى حسب قواعد طبية معينة لأن التصحيح جائز أما التغيير فمحرم. وقد جاءني أحد الحجاج باسم فاطمة، وأجريت له الفحوصات فتبين أنه رجل، لذا تم تصحيحه بعدها تزوج بابنة خاله وأنجب منها طفلاً مصاباً بنفس الحالة، عرضه علينا وعدلنا جنسه أيضاً.

الرأي الشرعي

عليه أن لا يتكتم!
حول موقف الدين من التحولات الجنسية يقول الشيخ علي الشبل:
«الواجب على من تغير من وضعه السابق إلى اللاحق ويعطى أحكام الرجال أو النساء حسب الحال، أن لا يكتمها عن الناس، فإن كانت الحالة الجديدة أنثى، فلا يتظاهر أمام الرجال أنه رجل ولا يحل له ذلك، فيأخذ أحكام النساء فلا يخلو مع رجل ولا يسافر إلا مع ذي محرم إلى غير ذلك من الأحكام الخاصة بالنساء وإن كان امرأة ثم تحول إلى رجل فلا يحل له البقاء على صفته الأنثوية والاختلاط بالنساء ومعرفة أسرارهن، بل يجب عليه أن يظهر رجولته، وذلك بالعمليات منعاً للفساد وحرصاً على ثبات حاله بعد معرفة الأطباء بأمره.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اريد ايميل د جهاد