Translate

05‏/11‏/2008

المهمشون على الارض



لافا خالد - الجزيرة توك - القامشلي - سوريا


فئة كبيرة تعيش خلف الكواليس وفي الهوامش, تائهون حتى في أجسادهم , يعيشون الخوف
والتوتر والمستقبل المجهول في مجتمع لا يرحم أحدا, عاشوا محرومين من مختلف الحقوق
وأهمها حق الرعاية الصحية , لا يعرفون حقيقة ماذا يريدون لأنهم ومنذ البداية وجدوا أنفسهم
مهمشين , القضية ليست خاصة بمن يعبثون بخلق الله أو ما تسمى حالات التغيير الجنسي ,
المشكلة بدأت بحالة صادفتها كنا نسمع عنهم في السابق ولكن لم نسمع أحدا تطرق لوضعهم بغية
المساعدة في العلاج الصحي والإدماج الصحيح في المجتمع , حين البحث اكتشفت كم من حالات
تعيش قصصا مؤثرة في مجتمع لا ينظر للمرأة إلا ضلعا قاصرا دوما, إنهن فتيات ولدن في حالة
خلقية غير مكتملة النمو, وبتعبير آخر يعشن حالة لا استقرار نتيجة خلل هرموني, وهن لسن
محسوبات على الذكورة ولا عالم الأنوثة في عوالمهم الداخلية ,تسائلت في نفسي أولا, كيف تعيش
أو يعيش هكذا أشخاص في مجتمع كل شيء فيه خط أحمر وحساس وغير قابل للحديث والتقبل
أصلا , ماذا لو وضع أي أحد منا نفسه مكان عائلة هؤلاء الأشخاص أوحتى الأشخاص المرضى
أنفسهم ؟ كيف سيكون شعوره لو تحولت أخته لذكر أو تحول أخوه لأنثى ؟

ما طبيعة هذا المرض الذي يشعر فيه المرء بأنه حبيس في جسد غير جسده؟ هل الأعداد كثيرة في
مجتمعنا وهل من إحصاءات رسمية بذلك ؟ كيف يقرأ الطب حقيقة هذه المشكلة المرضية ؟ وكيف
يتحدد جنس الإنسان ؟ وماذا يقول الشرع في عمليات التصحيح الجنسي ؟وكيف يعيش أصحاب
المشكلة التجربة الصعبة ؟

ثلاث فتيات وافقن على الحديث اخترتهم من بين العشرات ممن يعيشون هذه الحالة المرضية
وبصمت عشت تجربتهن , تحسست معاناتهم , آلامهم , آمالهم , حياتهم الخاصة وتجربتهن مع حياة
كانت ولازالت قاسية بكل المعايير وتساءلت في نفسي وأنا أعايش هذه الحالات هل تصور أحد ما
ذات مرة أن يقابل فتاة كاملة الأنوثة يمكن أن تصبح رجلا وكيف سيتصرف إزاء الموقف , وكذلك
الأمر مع رجال تحولوا إلى أنثى , حقيقة الأمر الموضوع لم يكن تصورا أو حالات افتراضية , إنهم
أشخاص حقيقيون يعيشون بيننا , يعانون اضطرابات في الهويّة الجنسية، يجعل المصاب به يعتقد
أنّه من الجنس المعاكس يستمرّ هذا المرض لسنوات طوال، وعلى الأغلب العمر كلّه، مع خطورة
تطوّر الاكتئاب والوصول به إلى الانتحار، وهو يبدأ في مرحلة مبكرة قبل البلوغ إذ لا علاقة له
بالرغبات الجنسيّة، ويستمر حتى إجراءا لجراحة , فهم مرضى يمكن أن تصحح أوضاعهم بسهولة
إذا ما تم تدارك وضعهم بوعي كما قال لنا الطبيب إبراهيم حسن , يضيف : الحالات كثيرة وإن
غابت مؤشرات الأرقام نتيجة غياب الإحصاءات الرسمية ونتيجة التكتم الشديد من قبل الأهالي و
أصحاب المشكلة أنفسهم الذين يعيشون حالة الاضطراب الشديد بين أن يتحولوا كليالذكر أو أنثى



أما كيف يتم تحديد جنس الإنسان أجاب :

إن الجنس يتحدد عن طريق خمس خطوات إذا اختلت إحداها اختل الجنس البشري‏,‏ الخطوة الأولي
هي الجنس الجيني‏,‏ ويتحدد منذ بداية التلقيح

أما الخطوة الثانية فهي الجنس التناسلي‏..‏ أو الناتج عن الأعضاء التناسلية‏,‏ والتي تختلف من
الرجل إلي المرأة‏.‏

ويضيف أنه بتحديد الخطوتين السابقتين يكون الجنس المخي هو الخطوة الثالثة‏,‏ والذي تتحكم فيه
عوامل هرمونية ونفسية‏,‏ وشفرات معينة في المخ لم يتوصل العلم إلي معرفة أسباب اختلالها حتي
الآن‏,‏ وبعد هذه الخطوات تبقي لدينا خطوتان من خطوات تحديد الجنس‏,‏ وهما الجنس النفسي
والجنس الاجتماعي الخاص بأسلوب التنشئة و التربية الاجتماعية‏.‏

وثمة تشوهات خلقية يؤدي إلي عدم وضوح شكل الأعضاء التناسلية في الجنين‏,‏ ومن ثم تختل
إحدى خطوات تحديد الجنس لينشأ ما يعرفه العلم باسم‏'‏ حالات الخنثي.‏

ويضيف أن للخنثي نوعين‏:‏ خنثي حقيقية وهي نادرة جدا حيث لايزيد معدلها عن واحد لكل مليونين‏,‏
وفيها يمتلك الشخص جهازا تناسليا أنثويا كاملا‏'‏ رحم ومبيضين والعضو الأنثوي‏',‏ وفي الوقت ذاته
لديه جهاز تناسلي ذكري كامل‏'‏ خصيتان‏,‏ بروستاتا والعضو الذكري‏'.‏

أما النوع الثاني من الخنثي فيسمي الخنثي الكاذبة وهي شائعة‏,‏ ويكون فيها الجنس الحقيقي غير
الجنس الظاهر‏,‏ بمعني أن يكون ظاهره أنثي لكنه في حقيقته ذكرا‏,‏ أو أن يكون ظاهره ذكرا ولكنه
في حقيقته أنثي‏,‏ وهنا لابد من اللجوء إلي الجراحة لتعديل هذا المسار الخاطئ والذي تؤكده الطبيعة
التي تعلن عن نفسها وتفرض وجودها‏.‏

والتداوي أكثر من سهل إذا ما تجاوز الأهل عقدة الخوف من المجتمع , حقيقة إجراء جراحات
تحويل الذكر إلي أنثي تكون أكثر سهولة من الناحية الجراحية لأنها تعتمد علي التخلص من أعضاء
وتخليق أعضاء أخري‏,‏ أما في حالات تحويل الأنثى إلي ذكر فيكون الأمر أكثر صعوبة نظرا
لاستخدام أجهزة تعويضية تحل محل العضو الذكري ولذلك فإن هذه الجراحة تعد من الجراحات
الصعبة والمعقدة وإن لم تكن مستحيلة‏,‏ إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود مراكز
متخصصة لعلاج هكذا حالات في المدن البعيدة عن العاصمة

أسباب شيوع حالات المخنثين خلقيا

تقول الطبيبة جيهان العظم إن الأسباب التي تؤدي إلي حدوث التشوهات في الأعضاء التناسلية
للأجنة والتي تنتج عنها حالات الخنثي و بالتالي زيادة أعداد المتحولين أو ممن يصححون مشكلتهم
الحلقية كثيرة يتعلق أغلبها بالأغذية المطعمة بالهرمونات والتي تؤدي إلي حدوث خلل في هرمونات
الجنين وهو ما يؤدي إلي تشوه أعضائه التناسلية‏,‏ ومن هذه الأغذية الفراخ البيضاء والمواشي
التي تتغذي علي أعلاف بها هرمونات‏,‏ وكذلك في الفواكه المطعمة بالهرمونات‏.‏

وتضيف أن تناول الأم أثناء فترة الحمل المبكرة الثلاثة أشهر الأولي‏,‏ لأدوية تحتوي علي هرمونات
أنوثة وأكثرها شيوعا حبوب منع الحمل‏,‏ هي التي تؤدي إلي ظهور الأنوثة علي الذكور حيث تؤثر
هذه الحبوب علي عملية تخليق وتطور الأعضاء التناسلية في الجنين فتؤدي إلي حدوث تشوهات
خلقية فيها‏.‏

ويضاف إلي هذين السببين الرئيسيين التعرض للملوثات البيئية في الهواء و الماء‏,‏ وتعرض الأم
للأشعة أثناء فترة الحمل الأولي‏.‏

حالات تعيش في الظل

شيماء (32) عاما فتاة جميلة المظهر , مضطربة الحركات كثيرا , لا تظهر للآخرين حقيقة ما
تعانيه ,تخرج مع الفتيات للمناسبات والأفراح , تعيش عالم الأنوثة بكل تفاصيلها الخارجية سألتها
كيف عرفت حقيقة وضعها وما الشعور الذي تتحسسه ؟ قالت وبألم كبير إنها ومنذ سنوات الطفولة
كان تسمع من والديها إنها تعيش مشكلة خاصة, مع مرور السنوات بدأت أفهم إنني لست مثل
أخوتي البنات أو الذكور لكن لا أتذكر إن أحدا ما اهتم بوضعي إلا قبل خمس سنوات من الآن أتذكر
إن والدي كان يقول لوالدتي إنني ربما أكون ولدا وليس بنتا , عشت هذا الاضطراب هل أنا ذكر أم
أنثى مع ميولي لعالم الأنوثة كليا , كبرت على هذه المشكلة ولم يكترث أهلي حقيقة ما أعانيه , وأنا
عزلت نفسي مبكرا حينما تركت مقاعد الدراسة خوفا من عيون الآخرين والسؤال الذي كان يقلقني
بأن كل الناس تعرف مشكلتي واتهامات البعض بأني لست ولدا ولا بنتاً , أخي حاول أن يساعدني
أخذني للطبيب مرتين وقال إن الموضوع قابل لأن تتحول شيماء إلى فتاة كما كل الأخريات , ولكن
سافر أخي الذي كان السند الوحيد لي وأعيش وضعي ومعاناتي لوجدي ولا انتظر في حياتي شيء
أتصور وقت كل شيء قد مضى !

أما التجربة الأخرى فهي مع الأختين عيدة وهناء من إحدى قرى محافظة الحسكة ( 44 عاما)
التوأمتين اللتين ولدتا ولا تعرفان هل هما ذكر أم أنثى , تقول عيدة , كبرنا مع المشكلة عرفنا إننا
نعاني ظرفا مختلفا عن الآخرين ونتيجة وفاة الوالد تدخل خالي ليأخذنا للطبيب ولكن والدتي رفضت
رفضا مطلقا خشية الفضيحة كما تصورت حينها وحتى الآن في أن تصبح هي وأطفالها أقصوصة
في قريتها والقرى المجاورة , لم تسمح للأختين أن يتداووا وهن إلى حين اللحظة يعشن القلق
والتوتر وحتى إن كن يكابرن كما أكدوا بأنفسهم ذلك ويعملن في أشغال النساء وحتى أعمال
الرجال , واحدة تذهب للحقل وتفلح الأرض بالآلة وهي بنفسها تقود الجرارة , والأخرى تعمل في
البيت ومع والدها في الحقل أيضا وتعمل في مختلف الأعمال السهلة والشاقة وتحمل البلوك مع
أخوها الذي يعمل في مجال البناء , تقول هناء : نسينا إننا نعيش وضعا خاصا لأننا عانينا كثيرا في
سنواتنا الأولى حين عرفنا حقيقة مشكلتنا , عانينا ظرفا نفسيا مؤثرا, وفوق ذلك نظرات الآخرين
كانت تحسسنا بأننا لسنا حتى بشرا , لان أحدا لم يفكر فينا , أنا وأختي نعيش وضعنا كما هو هذه
أول مرة أحد ما يسألنا كيف نعيش ؟

رأي الشرع :

يقول الشيخ محمد شريف: إذا كان موضوع الحديث عم عمليات التحويل الجنسي التي أخذها
الإعلام مادة للتداول فهذه مرفوضة جملة وتفصيلا , لأن من يتصرفون كذلك فهم يعبثون بخلق الله
والله جل جلاله خلق الإنسان في أحسن تقويم وإذا ما ابتلاه الله بمصيبة كمن يعيش مشكلة التخنث
أو اضطرابات في التكوينة الخلقية يجيز فيها الشرع والطب عملية التصحيح فهنا الموضوع جائز
أم غير ذلك فالأمر حرام ومرفوض أساسا

كلمة أخيرة

خاتمة القول إن هذه الفئة تحتاج الرعاية من الجميع وضرورة تقبل وضعهم كما كل الفئات الأخرى
التي تعيش ظروفا خاصة , إنهم بشر كما الجميع مشكلتهم إنهم ولدوا وعندهم مشكلة خلقية قابلة
للتصحيح فهم ليسوا شواذا‏,‏ بل إنهم ينتمون إلي الجنس الثالث الذي يمتلك فيه الذكر كل مقومات
الذكورة ومع ذلك يؤكد أنه امرأة حبيسة في جسد رجل‏,‏ ويصل به الأمر إلي حد كراهيته لنفسه
وكثيرة هي الحالات التي أنهت حياتها بالموت ونفس الحالة بالنسبة لفتيات كاملات الأنوثة
والإحساس بذلك ,ولكنها تعيش حالة مرضية تحتاج لجراحة بسيطة حتى يصحح كل وضعها , إنهم
فئةبحاجة للاهتمام ومن ثم إدماجهم الحقيقي في المجتمع أمانة في رقبة الجميع

07‏/04‏/2008

المغربية نور تؤسس جمعية للتكفل بمزدوجى الجنس







أعلنت الراقصة المغربية "نور" أنها بصدد تأسيس جمعية هدفها التوعية وإسداء النصح للآباء أثناء اكتشاف تشوه خلقي تناسلي لأطفالهم. وقالت إنها ستقوم برعاية وإحياء ليال ساهرة لجمع تبرعات من أجل تمويل عمليات تصحيح جنسهم.وجاء إعلان "نور" في آخر عدد من صحيفة "الأيام" المغربية الأسبوعية، حيث أشارت إلى أنها بدأت استشارة مجموعة من الأطباء الأخصائيين لإطلاق الجمعية. وفي اتصال مع "العربية.نت" اعتذرت "نور" عن الإسهاب في الحديث عن الموضوع كونها خارج البلاد إلا أنها أكدت أن الجمعية سوف تنطلق فور عودتها للبلاد.

يذكر أن الراقصة نور خرجت للوجود وهي تحمل اسم ذكر لاكثر من 18سنة، وكانت ميولها للجنس الآخر بحيث تلعب مع الإناث وتتحاشى الذكور لتكتشف أنها خنثى، مما جعلها أن توفر مبلغا ماليا وتسافر لسويسرا لتعديل وتصحيح جنسها، هذا الحدث الذي غير مسار الراقصة نور.ومن المنتظر أن تحضر سفيرة الرقص الشرقي بالمغرب فعاليات مهرجان كان العالمي شهر ماي القادم بدعوة شرفية من إدارة المهرجان التي اختارتها لتمثيل "الجمال المغربي" بعدما مثلت الفنانة هيفاء وهبي "الجمال اللبناني" السنة الماضية. ولم تتمكن "العربية.نت" من الحديث إليها.

دوافع غير معروفة
وقال البرفسور عبد الله عباسي اختصاصي في جراحة التقويم والتجميل والجراحة الدقيقة إن هذه الجمعية تقف وراءها الراقصة نور التي كانت في الماضي رجلا وتعيش في جلباب امرأة اليوم. وأضاف لـ"العربية.نت": أنا حقيقة لا أعرف دوافع تأسيسها لجمعية من هذا النوع، فإذا كان من أجل تجنيب الأجيال الجديدة مما عانت هي (أو هو) منه، فإننا لا يسعنا إلا أن نصفق لها. أما إذا كان تأسيس الجمعية من أجل تشجيع التعبير عن الميولات الجنسية للشباب وبالتالي الانحلال الخلقي فهذا مرفوض. واستطرد أن ما أقدمت عليه الراقصة نور يعد مبادرة من شأنها التخفيف كثيرا على ما يسمى بالجنس الثالث الذي لا ينتمي لا إلى جنس الرجال أو النساء أو المعروفين باسم "الخنثى".وأضاف الجراح بمستشفى ابن سينا بالرباط أن هذه المبادرة من شأنها فعلا أن تعيد إلى سطح الأحداث مسألة التشوهات الخلقية التناسلية لدى عدد كبير من الناس الذين يحاولون التعايش مع جسد هو في الواقع لا ينتمي إليهم، مما يتطلب القيام بنوع من العمليات التقويمية التي من شأنها مساعدتهم على استعادة جنسهم الحقيقي خاصة.



وأكد الطبيب المغربي أن مجتمع بلاده يتحدث في مشاكله الجنسية بكل حرية ويعيش أفراده نوعا من التحرر في هذا المجال. لكن هذا لا ينفي أن هناك حالات لأسر ترفض الحديث عن مشاكل أحد أفرادها باعتباره خنثى بل وتحاول التستر عليه، متجاهلة أن هذا التكتم يمكنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ما هو أخطر من الانحراف الجنسي ويمكن أن يصل إلى الانتحار. وكشف أن هناك عددا كبيرا من الناس تغلب عندهم الهرمونات الذكورية على الأنثوية فتراهم يعيشون في جسم أنثوي أو العكس، وبالتالي، إن الطب النفسي يرى أن غلبة هذه الهرمونات لدى شخص ما ترجع إلى طبيعة البيئة التي يعيش فيها كأن نجد مثلا رجلا يعيش وسط مجتمع كله نساء مما يجعله يتطبع بطباعهن أو العكس.

رفض للتحول الجنسي
وأكد الجراح أنه طبيا هذه العمليات أصبحت اليوم ممكنة خاصة في ظل التقدم العلمي لكن في الغرب فقط، مضيفا "نحن نرفض هذا النوع من العمليات لأنها ضد الطبيعة وضد الدين، فنحن مع العلم، ولكن يجب أن نأخذ في عين الاعتبار الوازع الديني باعتبارنا نعيش في بيئة إسلامية تحرم تشبه النساء بالرجال أو العكس".وأبرز عباسي أنه كطبيب جراح في الجراحات التقويمية يمكنه التدخل جراحيا لإصلاح تشوه خلقي للعضو التناسلي سواء للرجل أو المرأة، خاصة فيما يتعلق بإزالة بعض الزوائد أو إصلاح اعوجاج ما. ولكن إن كان الأمر يتعلق بعمليات التحول، فهذا مرفوض على حد قوله. وطالب البرفسور عباسي أن ينتبه الآباء إلى ميول أبنائهم الجنسية في سن مبكرة والعمل على معالجتها سواء عبر التقويم الجراحي أو العلاج النفسي ومحاولة الإدماج في المحيط.

07‏/03‏/2008

الرياض تحاور صاحبة قضية التحول الجنسى فى مكة

"الرياض" تحاور صاحبة قضية التحول الجنسي في مكة
أسعى الى العيش كرجل.. والطب يرى إمكانية تحولي من عالم الانوثة
اعيش في ثوب امرأة
جدة - حوار- ياسر الجاروشة
تسعى فتاة سعودية من مكة المكرمة تبلغ من العمر 38عاما غير متزوجة للتحول إلى رجل بعد معاناتها من مرض اضطراب الهوية الجنسية "Trans-sex" منذ أن كانت صغيرة ولم تعرف حقيقة مرضها حتى صار عمرها 17عاما، ولديها أربعة أخوة ذكور وأخت واحدة وأسرتها موافقة على إجراء عملية تصحيح جنسها... "الرياض" أجرت اللقاء التالي معها حيث تحدثت فيه عن قصة محاولتها للانتحار وتفاصيل أخرى.
شعور مختل

@كيف عرفتِ انك ذكر و لستِ انثى؟
- عندما شعرت أنني لا اشعر بشيء في داخلي اسمه أنثى لا في تصرفاتي ولا في لبسي ولا في شعوري ولا تفكيري ولا حياتي كلها ولكنني لم اعرف الحل لمشكلتي ولكن قبلت العيش في حياتي دون إعطاء الأمر أهمية. بعد عدة سنوات بدأت تظهر علي علامات "الرجولة" مثل ظهور الشعر الكثيف على جسمي وذقني وخشونة الصوت لدي. وعند البلوغ لم تكن تأتيني الدورة الشهرية كما هو المعتاد عند البنات ذهبت وقتها لأكثر من طبيبة واجرين لي الفحوصات ووجدن إنني لا املك مبايض أبدا وان الرحم عندي صغير وان المنطقة التناسلية أشبه بالذكر ولكن ليس في وظيفته وفي التحاليل الخاصة بالهرمونات ظهر عندي ارتفاع شديد في هرمون الذكورة وانخفاض شديد جدا في هرمون الأنوثة عندها قرر أهلي اخذي إلى طبيب نفسي لمعرفة المشكلة وفعلا تمت لي جلسات مع استشاري الأمراض النفسية في المستشفى العسكري وقد اقر الطبيب بعد عدة جلسات أنني "رجل" تماما معنويا ونفسيا ولا لي علاقة بالأنثى أبدا لأنني ولدت بمخ رجل وجسم أنثى بمعنى ان القاعدة الدماغية عندي ذكر وليست أنثى منذ ان كنت جنينا في رحم أمي وقال بالحرف الواحد أنت رجل ولست أنثى وليس أمامك إلا عملية تصحيح لجنسك لتصبحي رجلاً.

@متى تمت المصارحة برغبتك في عمل العملية؟

- عندها أخبرت أهلي (أمي وإخوتي الذكور الأكبر مني) بذلك فرفضوا إجراء العملية بحجة: ماذا سنقول للناس؟ وكيف سأواجه المجتمع بهذا التغير؟ وكان ذلك في عام 1995م من هنا بدأت معاناتي النفسية برفض أهلي وعشت أياما وسنينا ذقت فيها الآلام والمتاعب في كل مكان أكثرها في مدرستي الثانوية عندما كنت أواجه مشاكل بسبب شكلي الرجولي وتصرفاتي الرجولية ولست كالبنات مع إني كنت متدينة جدا ولم اظهر ما بداخلي أبدا ولم أكن مثل الشاذات اللواتي يستعرضن عضلاتهن ويفخرن بالرجولة فالأمر بيننا مختلف تماما وهكذا مرت الأيام والسنون وأنا على حالي في تعب وعذاب لا يعلمه إلا الله وحتى في أثناء دراستي الجامعية كنت أواجه المشاكل ولكن بفضل الله استطعت ان أتغلب عليها وأكمل دراستي الجامعية قسم لغة عربية وبتفوق.
لم استسلم

@هل استسلمتِ للأمر الواقع؟
- في كل فترة اجري الفحوصات والاشعات لبطني لعل شيئا بداخلي ولكن تقول لي الطبيبات نفس الكلام وأهلي يرفضون مساعدتي وبعد رفضهم تركت الأمر لله ورضيت بالمكتوب علي وانشغلت في الدراسة ومضى العمر كما مضى. بعد عدة سنوات وبانفتاح عالم الانترنت أصبحت اقرأ كثيرا عن عمليات تحول جنسي حتى وصلت لعالمنا العربي وفي السعودية وقرأت كثيرا عن الحالات التي تم لها تصحيح جنسي هنا قلت يعني ان هناك عمليات فعلا لكي يرتاح الإنسان ويتعالج وأصبحت ابحث عن كل حالة أجري لها تصحيح جنسي.ومنها علمت انه ينبغي على المريض إحضار تقريرين طبيين من طبيبين نفسيين وفحوصات وتحاليل ونحو ذلك وتقديمها الى وزارة الصحة للنظر فيها ثم وضع القرار المناسب لحالة المريض.

@هل عرضت نفسك على أطباء داخل المملكة؟

نعم، ذهبت لاحد الاطباء المعروفين في جدة والذي رفض إجراء العملية كوني لا املك عضوا ذكريا واضحا وانه غير مستعد للمخاطرة بمركزه والمسؤولية مقابل إجراء العملية لي إلا بعد الحصول على موافقة من وزارة الصحة او الافتاء في المملكة. بعدها قرأت عن دكتور في جدة اجرى عملية جراحية لتصحيح جنس أنثى إلى ذكر وطلب مني الحضور عنده في العيادة في جده للكشف علي لان حالتي تستوجب إجراء عملية تصحيحية ولكنه لايستطيع إجراءها بدون موافقة من الوزارة بعيداً عن المسؤولية ومثله أيضا طبيب في احد المستشفيات الخاصة في جدة في عام 2007ذهبت لطبيب نفسي آخر وعرضت عليه حالتي بالتفصيل قال لي لا استطيع فعل شيء لأنك في السعودية ولا اقدر ان أعطيك أي تقرير طبي ولكن اذهبي لمستشفى الأمل وتعالجي هناك ربما يكون الحل عندهم وفعلا ذهبت هناك ولكنهم طلبوا مني تحويلاً من مستشفى حكومي لفتح ملف عندهم وعلمت منهم ان المستشفى يعالج الأمراض النفسية والإدمان.
إصابتي بالهيستيريا

@كيف شعرت عند معرفتك ان المستشفى متخصص للأمراض النفسية والإدمان؟

- وقتها تمنيت ان أموت في لحظتها هذه آخرتي اذهب لمستشفى أمراض نفسية وادمان وصرت ابكي في المستشفى وحاولت ان أتملك من نفسي قبل الانهيار وعندما وصلت للبيت صار عندي انهيار عصبي كدت افقد حياتي فشربت كل ما في صيدلية المنزل من أدوية السعال وحبوب أخرى لاعرفها حتى دخت وارتميت على السرير وأنا ابكي ونمت لمدة يومين متواصلين دون ان اشعر بشيء حولي ومن لحظتها أدمنت على شرب أدوية السعال بكميات هائلة مما تجعلني دائما في حالة تشبه الهيستيرية والتشنج والدوخة أو نائمة لأكثر من يوم أو يومين متواصلين وأكثر من مرة حاولت ربط يدي لأمزق شرايين يدي بالمشرط لكن خوفي من الله جعلني أتراجع عن الانتحار والحمد لله الذي لم يكتب لي ذلك.

@ماذا قررتِ بعد ذلك؟

- قبل سنتين سافرت أنا وأمي إلى مصر لقضاء الإجازة الصيفية هناك بعد إصرار شديد من أمي لكي اخرج من حالة الاكتئاب والحزن الشديدين لعلي في السفر ترتاح نفسيتي وقد انتهزت الفرصة حتى اجري الفحوصات الطبية اللازمة هناك وفعلا تمت وكان نفس كلام الأطباء في مصر ما قالوه لي في السعودية وبحكم وجود خالي هناك الذي يعيش في مصر قررت البقاء في مصر حتى اذهب عند أطباء نفسيين وحتى انتهي من الجلسات النفسية ولكنني في كل فترة أعود للسعودية كإجازة ثم ارجع لمصر وبعد اكتمال الجلسات عند الطبيب المصري المعالج بقيت الى ما يقارب السنتين واكتشفت بأن العلاج النفسي لن ينفعني أبدا بتقرير من الطبيب فأنا رجل تماما والحل الوحيد هو إجراء عملية لتصحيح جنسي الى ذكر.

انت رجل

@هل توقفت إلى هذا الحد؟ أم أجريت عمليات تقودك الى عالم الرجولة؟

- لا،فقد ذهبت لطبيب ثان لعل لديه رأي آخر وجلست تحت اشرافه للعلاج عدة أشهر وقد أفادني بمثل ما قاله الأطباء في السعودية وفي مصر بأن العلاج النفسي لن يرجعني أنثى لكوني رجلاص بكل الصفات المعنوية والنفسية وقد أعطوني تقارير طبيبة تفيد وتشرح حالتي. بعدها أجريت عملية جراحية لاستئصال الثدي وتمت بحمد الله ولكنها عملية فاشلة أصبح صدري مشوها بعدها ولكنني سعيدة كوني أصبحت بلا ثدي.

زراعة العضو

@ هل كررت المحاولة في استشارة أطباء آخرين في خارج السعودية؟ وماذا اقترحوا؟

- نعم، فقد اقترح علي طبيب جراحة تجميل في مصر بإجراء عملية زراعة العضو الذكري عنده ولكنني رفضت لأنني أريد الحصول أولا على موافقة من بلدي ثم اقترح في حال عدم الموافقة على إجراء العملية ان أسافر لدولة السويد واطلب منهم هناك لجوءاً إنسانياً فرفضت كل الرفض هذا الاقتراح وقلت له بالحرف الواحد لو أعيش طول عمري في هذا العذاب لن اترك بلدي الذي عشت فيه طوال سنين عمري فترابه يسوى الدنيا وما فيها ولن اجري عملية التصحيح إلا بعد اخذ الموافقة من وزارة الصحة. ثم تركته وخرجت من عيادته دون رجعة.

الامر المضحك المبكي!

@ ماذا قررتِ بعد هذه المحاولات اليائسة؟

- رجعت الى السعودية لأذهب عند أطباء نفسيين لأرى ربما لديهم حل لمصيبتي بعضهم مصريون وواحد سعودي وبعد عدة جلسات اقترح علي الطبيب المصري المعالج لحالتي ان يحولني على الأخصائية الاجتماعية في المركز وتم ذلك وجلست معها عدة جلسات ولكنها رفضت مبدأ أمر التصحيح الجنسي تماما وقالت لي أمامك حلان لا ثالث لهما إما ان تصبري وتحتسبي أمرك لله وإما ان تنتظري الطب عندما يتوصلون في التطور الطبي لعمليات تغيير للمخ وساعتها اعملي عملية تغير للمخ عندما سمعت كلامها لم اعرف وقتها هل اضحك لأنها نكتة مضحة أم ابكي على أن استخف بعض الأطباء بحالة صعبة مثل حالتي وبسببها تركت مواصلة الجلسات في المركز. ورفضوا إعطائي أي تقرير طبي نفسي عن حالتي بكون ان مثل تلك العمليات محرمة في السعودية وقالوا لي مالنا إلا ان نقول لك الله يعينك وأعطوني مهدئات ضد الاكتئاب لاغير.

@ هل تغير موقف اهلك من هذه القضية؟

- أخيرا وبعد عشرين عاما قرروا الموافقة على إجراء العملية والوقوف بجانبي ووافقوا على التغير وقد أفادني الأطباء وقالوا أنت تعلمين ان في السعودية يحرم ذلك ونحن ليس لدينا الوقت حتى نضيعهة في مراجعة الدوائر الحكومية المختصة.

طرح القضية

@من الذي شجعكِ لطرح قضيتك؟

- في الحقيقة ان أخي الأصغر وهو متزوج ولديه طفلان كان يساعدني كثيرا قدر ما يستطيع حتى لو بالمواساة وهو الذي دفعني وشجعني لأن أتواصل مع جريدة "الرياض" لمحاولة الوصول الى الدكتور علي الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية في مكة المكرمة وكذلك أخي الأصغر مني أيضا كان واقفا جنبي لولا ظروف سفره ودراسته في أمريكا حتى أمي التي كانت رافضة طوال تلك السنين قالت يا بنتي ال فيه الخير الله يقدمه لك وأنت اسعي بأمرك وتوكلي على الله.

@ماذا كان رأي والديك في المشكلة ؟

في البداية كانت أمي تعلم بحالتي تماما ولكنها رفضت إجراء العملية في عام 1995كما أشرت بذلك بعد جلسات الطبيب النفسي في المستشفى العسكري ورفضت أمي مصارحة والدي لكونه رجل أعمال ودائما منشغل في عمله وكثير السفر وخافت ان عرف ان يحدث ذلك مشاكل كبيرة في أسرتنا وهذا السبب الذي جعلني احفر حفرة في قلبي واضع همي وأمري به أو بعبارة أخرى كتمت أمري في قلبي حتى الموت وقد توفي أبي قبل ثلاث سنوات واعيش الآن مع أمي وأخي المتزوج في منزل العائلة.

@ وهل كررت المحاولة بعد وفاة والدك؟

- نعم، قبل شهر قمت بإجراء فحوصات جديدة في مستشفى رعاية الرياض عند طبيبة النساء وطبيب الغدد الصماء واجريا لي فحوصات دم تبين منها ان هرمون الذكورة مرتفع جدا وهرمون الأنوثة منخفض جدا وانه لا يوجد لي مبايض وان الرحم صغير وان منطقة الإحساس متضخمة مثل العضو الذكري الضامر في شكله ولكنه لا يقوم بوظيفة العضو الذكري من حيث التبول وأن جسمي عليه شعر كثيف مثل الرجال وطبعا لا تأتيني الدورة الشهرية أبدا بعدها سمعت عن دكتور استشاري في عمليات التصحيح الجنسي في سوريا. وقمت بمراسلته فطلب مني إرسال التقارير الطبية لدي ليرى إذا كانت حالتي تتطلب جراحة تصحيح لجنسي أم لا وقد أرسلت له ما طلب وأفاد بان حالتي أيضا تستوجب عملية التصحيح الجنسي ، كلها كانت محاولات ولكنها غير نافعة وغير مجدية مادمت لم احصل على موافقة من وزارة الصحة.

@هل توقفت محاولاتك بعد ذلك؟

- لا، فقد راسلت مستشفى ريد في ميامي في أمريكا عبر الايميل وقد أرسلت لهم تقاريري وكتبت لهم مشكلتي أفادوني ان هذا فعلا مرض يولد الإنسان به ومعترف به طبيا وانه لا يوجد له حل إلا الجراحة لتصحيح الجنس ورحبوا بي ودعوني عندهم لإجراء العملية لي في مركز ريد في ميامي وأرسلوا لي عبر الايميل صورا دقيقة تبين مراحل عملية زراعة القضيب واخبروني بأن تكلفة العملية عندهم 17ألف دولار. من خلال مطالعتي للانترنت سمعت عن قصة زينب التي تم لها عملية تصحيح جنسي من أنثى إلى ذكر وعن المحامية فوزية الجناحي وعن فوزها بعدة حالات مشابهة في مملكة البحرين بحثت عن رقم جوالها وحصلت عليه وشرحت لها قصتي وطلبت مني إرسال جميع ما لدي من تقارير أرسلت لها ما كان موجودا عندي وقتها ودرست حالتي تماما وقالت لي لو انك عندنا في البحرين يعني بحرينية الجنسية لكنت أخذت قضيتك ونجحت بأذن الله لكنني لا استطيع ان افعل أي شيء في بلدك.

محامٍ لرفع القضية

@هل استعنت بمستشارين قانونيين لحل مشكلتك؟

- نعم، قمت بإرسال قصتي بشكل مختصر وأرسلتها إلى مجموعة من محامين سعوديين لرفعها الى وزارة الصحة ومساعدتي في قضيتي وفعلا رد علي أكثر من محام بقبول قضيتي وقدر لي الله ان اختار واحدا منهم ذهبت إليه وأعطيته ما املك من تقارير طبية مع إرسال حالتي بالتفصيل وقد قبلها المحامي وطلب مني إجراء تحاليل جديدة وفحوصات جديدة وعند استلام تلك التقارير من المستشفى أحضرتها له ولدي موعد قريب معه خلال اليومين القادمين لتسليمه الأوراق المطلوبة حتى يبدأ هو في مرافعته لقضيتي إن شاء الله.

@ هل كان هناك أي تضارب في آراء الأطباء الذين استشرتهم سواء شخصيا أو عبر مراسلاتك لهم؟

- لا لم يكن هناك أي تضارب في أي نقطة من مشكلتي وكان معظم الأطباء النفسيين والجراحين وطبيبات النساء في مصر والسعودية وسوريا قالوا لي حالتك لابد لها من إجراء عملية تصحيح جنسي وليس لها بديل عن ذلك وإنني بعد العملية سأصبح رجلا وستزول كل مشاكلي النفسية والجسدية بإذن الله واستطيع الزواج لكن دون إنجاب. فأنا أتعذب نفسيا وتعجز الكلمات عن التعبر عن ألمي وتعبي وعذابي النفسي الذي أعيش به طول عمري عندما ذهبت لأكثر من طبيب جراح في عمليات التصحيح الجنسي قالوا لي لابد ان تأتي بفتوى من شيخ يقر بجواز عمليتك مع التقارير التي عندك ونحن لامانع لدينا من إجراء عمليات التصحيح الجنسي ولكنها مكلفة حيث تبلغ العملية أكثر من مائة ألف ريال.

@هل توقفت محاولاتك عن حل قضيتك؟

- أبدا، فقد راسلت الشيخ الدكتور عياض بن نامي السلمي برسالة عبر أيميله وفحوى رسالتي هي: أرجو منك يا شيخ إفادتي بوجهة نظرك ونظر الدين في حالتي الخاصة هل يجوز لي رجراء العملية لارتاح نفسيا وجسديا ويشهد علي الله أنني أريد جراءها لكي ارتاح من آلامي وعذابي التي دامت لأكثر من عشرين سنة ولست أريدها لكي أتجمل بها أو أغير خلق الله أو أنني أريد ان أصبح رجلا لكي اخرج من سجن الأنثى للحرية فنحن في أسرتنا نحترم الأنثى ويلاحظ من كانت أنثى في بيتنا. أخواني مثقفون ومتعلمون ومتفهمون ورائعون يريدون مساعدتي ولكنهم غير قادرين فجميع إخوتي متزوجون ما عدا أخي الأصغر مني بقليل لأنه يدرس في أمريكا وأما الباقي فكلهم متزوجون وعندهم أولاد وموظفون أنا لدي أربعة أخوة ذكور وأختي متزوجة وطبيعية مثل أي أنثى ولديها أربعة من الأبناء الذكور ولكنها مختلفة تماما عني في كل شيء منذ ان كنا صغارا. كما أفيدك يا شيخ أنني الآن جالسة في البيت لا اقدر أتوظف في أي مكان بسبب مشكلتي ولا أريد الاختلاط بالنساء ربما يكون ذلك حراماً علي ان فعلته لأنني رجل نفسيا ومعنويا ومظهريا فشكلي مثل الرجال تماما ولا استطيع ان اخفي شعر ذقني وشاربي حتى لو حلقتهما وصوتي رجل كامل وأخاف ان توظفت في مكان نسائي ان ينفضح أمري من شكلي كما كنت أعاني ذلك من قبل مما سبب لي حرجا كبيرا وانتقادات جارحة لي.

@ بماذا أجابك الشيخ؟

- وكان رده لي في رسالة أرى ان تكتبي بخلاصة مشكلتك مع التقارير الطبية الى المفتي العام وستجدين عنده الحل ان شاء الله وأقول لك لا تجزعي واصبري والأمر هين ويوجد مثلك الكثير. فجزاه الله عني كل خير حاول مساعدتي ولو بالكلام والنصيحة

اتمنى الزواج مثل الناس

@ماذا تتمنين لو أجريت العملية؟

- أتمنى إذا قدر لي الله إجراء العملية ان أتزوج مثل باقي الناس وان تستقر حالتي النفسية والجسدية وقد أثرت نفسيتي فأصبت بمرض قرحة المعدة والأنثى عشر ومرض ضغط الدم وأمراض جلدية عجيبة وبحسب إفادة الأطباء قالوا لي انها بسبب تعبي النفسي الشديد.

@ ماذا فعلت بعد تخرجك من الجامعة؟

- توظفت بعد تخرجي من الجامعة ولكن بطبيعة عمل المعلمة من تواجد المعلمات في غرفة تجمعهن ويجمعهن الحديث عن المطبخ والحمل والأولاد وعن كل ما يدخل في حديث النساء لم أطق العمل معهن وقد كانت الكثيرات منهن يسألنني عن عدم زواجي وعن سبب قص شعري القصير وعن لبسي مما جعلني اطلب من ردارة المدرسة نقلي الى أي عمل إداري في المدرسة بحيث أكون في غرفة بمفردي وقد لبت المديرة طلبي وجلست في العمل ثلاث سنوات ثم تعبت نفسيتي ببسب أمري فتركت العمل وجلست في البيت سنوات طويلة كادت الوحدة تقتلني فقررت نسيان أمري والتوظف في مكان أخر وجدت عملا اخر في مدرسة خاصة بوظيفة مشرفة إدارية في القسم الثانوي ولكنني وجدت ما كنت أعانيه من قبل الكل يسألني لماذا تجلسين طوال الوقت وحيدة لاتتكلمين ولماذا تقصين شعرك هكذا ولِم لا تضعين ماكياجاً ولماذا حتى أصبحت اكره نفسي وكرهت الحياة كلها وأدعو الله ليل نهار ان يعجل لي اجلي لأخلص من هذا العذاب ومما زاد الطين بلة بدأت تأتيني شكاوى بسبب معاملتي للطالبات معاملة خشنة وليس فيها من الأنوثة شيئا وهنا قررت الاستقالة من العمل فورا قبل افتضاح أمري وفعلا تركت العمل بعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر وجلست في البيت وقررت ان أظل أعيش في منزلي وفي غرفتي سجينة لا أرى أحدا ولا أحد يراني غير أهلي حتى يتوفاني الله.ورغم سنين العذاب تلك إلا أنني ما زلت صابرة أدعو الله بالفرج في كل وقت وحتى في جوف الليل "اللهم ان كان ما بي مرضاً فاشفني وان كان جنونا فأهدني وان كان هوى نفس أو أمر شيطان فارني الحق حقا وألهمني إتباعه وارني الباطل باطلا وألهمني اجتنابه ولا تجعل للشيطان سلطانا علي وان كان أمري حقا فقل لأمري ان يكن فانك سبحانك إذا قضيت أمرا وإذا أردت شيئا ان تقول له كن فيكون" هذا كان اغلب دعائي لربي عز وجل.

حبيسسة غرفتي

@ كيف هي حياتك الآن؟

- الان أعيش حبيسة غرفتي اغلب وقتي ولا أخالط الناس أبدا إلا أهلي. وما افعل أي شيء رلا بعد استخارة الله عز وجل وكثيرا ما استخرته في ترك أمري وان أعيش هكذا أجد أنني أسعى في أمري أكثر في كل مرة ذهبت لأداء العمرة كثيرا مسكت بستار الكعبة مرارا ابكي وأدعو ربي ان يفرج همي وقد أديت فريضة الحج قبل أربع سنوات ولله الحمد والمنة وأتمنى من الله العظيم الحليم ان يفرج عني كربي لأذهب إلى بيته الحرام احمده واشكره على تمام نعمته علي بالفرج كما كنت في اشد همي وحزني أدعو إليه بالفرج هناك. عشت طوال حياتي كرجل اخرس احلم بكل شيء جميل وأما الأنوثة ميتة تماما في داخلي ولو ان بداخلي أنوثة ولو كانت جزءاً بالمائة استطيع ان أعيش بها لعشت ولكنني منذ ان وعيت على الدنيا وعشت بداخلي رجل كامل والكمال لله سبحانه هذه قصتي ولكن إذا سألتموني عن ماذا أريد ؟أريد ان اجري العملية الجراحية تصحيح جنسي من أنثى إلى ذكر ومساعدتي ماديا لأنني لا املك المال المتوفر لتلك العملية والتي تطلب مبلغا كبيرا لإجرائها.كما أريد ان يفهم المجتمع أن مرض اضطراب الهوية الجنسية مرض خَلقي معترف به في دائرة الموسوعة الطبية واسمه (Transexaul& Trans-sex) وليس انحرافا أو شذوذا فالشذوذ غير مرض الترانس سكس وإنني تربيت في بيت متدين ومتعلم ومثقف وأنا متعلمة ومثقفة وجامعية وأحفظ من كتاب الله الكثير والحمد لله. أنا لا أريد تغيير خلق الله ولكن تصحيح عيب خلقي موجود في جسدي والتقارير الطبية والفحوصات تصدق كلامي وأنا ارفض كلمة التغيير لان ربي خلقني في أحسن تقويم والحمد لله أريد ان ارتاح من بعد عذاب طويل دام أكثر من عشرين سنة حتى وصل عمري الى 38سنة.أريد ان أعيش كباقي البشر وأتزوج وان اعمل لأني إنسان من مشاعر وأحاسيس ولست حجرا أو خشبا. حلمي ان يأتي علي عيد وأنا افرح به كسائر الناس لا سجينا يبكي مقيدا بسلاسل الألم والعذاب. عشرون سنة عشتها بعذاب الألم وسجن النفس وضياع كل ما املك من مالي على الكشوفات الطبية والفحوصات والتحاليل والسفر الى مصر وتكاليف المعيشة هناك والجري هنا وهناك وانتظار مواعيد الأطباء ومواعيد المحامي ومكالمات هاتفية وتكاليف عملية إزالة صدري والأدوية وأجور المواصلات وغير ذلك الكثير ناهيك عن التعب النفسي والجسدي القاتل فقد خسرت خلال اقل من سنة حوالي 30كيلو غراماً وأصبت بمرض ضغط الدم وبفقر دم حاد من فقدان الشهية للطعام والمجهود الجسدي الذي ابذله جريا وراء بصيص من ضوء أمل أعيش به كأي إنسان لعلي ارتاح قبل مفارقة الروح للجسد عمري 38سنة وشعر رأسي ابيض كالعجوز ورغم ذلك أقول الحمد لله على كل حال.

الشؤون الاجتماعية

ومن جانبها عرضت "الرياض" وضع القضية على طاولة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة وأخذ رأي المسؤول عنها وكيفية التعامل مع مثل هذه القضايا.

قال الدكتور علي بن سليمان الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة ل"الرياض" إنه من الممكن للشؤون الاجتماعية بالمنطقة تبني مثل هذه القضايا الحيوية وإعطائها الحق في دراستها ومساعدة أصحابها ولكن بعد التنسيق مع بعض الجمعيات الصحية الخيرية للنظر في موضوعها حسب إمكانيات الجمعية. وأضاف الدكتور الحناكي أنه يجب على أصحاب تلك الحالات إحضار التقارير الطبية والخاصة بحالتهم وعرضها على اللجنة الطبية لمعرفة هوية جنسهم وذلك بعد مراجعة المسؤولين في الجمعيات الصحية وحسب ما احتياج الحالة، أيضا أعطاء الفرصة الكافية لدراسة الحالة عن قرب ومعرفة ما إذا كانت تستحق المساعدة أما لا.ً

17‏/02‏/2008

الرؤية الخاطئة !

عندما ادخل بعض المنتديات التى تتعرض لمواضيع تخص مزدوجى الجنس اصاب بحاله من الاشمئزاز وبنوع من الثورة الداخلية ضد كل ما اقراه من ردود وتعاليق رواد تللك المنتديات والتى لا تخرج اى تلك التعقيبات عن دائرة التباكى والاشفاق على مزدوجى الجنس و اعتبارهم مجرد مرضى و معاقين عليهم بمعالجة انفسهم و تصحيح ذلك التشوه الرهيب الدى ابتولوا به لتختم تلك التعليقات فى الغالب بالاستعاذة بالله و حمده على انهم لم يصابوا بهكذا بلاء.

فى الحقيقة ان هذه النظرة السطحية والتلخصية للخنوثة على انها مجرد حالة مرضية هو سبب ما قد يحدث من تعقيدات خصوصا نفسية لمزدوجى الجنس.

لان ما يعتبر تشوه للاعضاء التناسلية الخارجية عند الولادة ليس فى النهاية والواقع الا خلاصة لنظام هرمونى معقد يميز الخنثى عن الجنسين الاخرين
وهو نظام لا يؤثر على الجانب البيولوجى فقط بل حتى على الجانب البسيكولوجى للخنثى نتيجة لتاثر الخلايا المخية للجنين بهذا النظام وهذا ما يمكن ان يكون له انعكاسات كثيرة على الاحساس و الميول الجنسية للخنثى فى حياته المستقبلية

فلهذا عندما تنعامل مع ما يدعى بطلانا اته تشوه خلقى وبالتالى مرضا يجب ان يصحح منذ الولادة فنحن بالتالى سنضع الخنثى مستقبلا فى وضعية قد لا يحسد عليها اذ كانت ميولاته الجنسية و احاسيسه
الجندرية مخالفة و معاكسة للجنس اللذى اختير له بفعل ذلك التاثير الهرمونى السابق ذكره.

فنكون بالتالى قد ارتكبنا فى حق الخنثى جريمة مضاعفة اولا بحرمانه من حق اساسى الا وهو حقه فى تحديد مصيره بنفسه وسيدا فى اختياراته وفى التعامل مع جسده كما يرغب هو وليس كما يريده له الاخرون.
و ثانيا نكون قد حرمناه من ان تكون له حياة عاطفية و جنسية الى حد ما عادية مستقبلا.

فهناك حالات مثلا لبعض مزدوجى الجنس ممن صحح جنسهم الى اناث لاعتبارات بيولوجية وجينية بان انتزعت لهن كل اعضائهن الذكورية رغم انها كانت سليمة. وجدن انفسهن وهن على بلوغ فى حالة من التناقض بين جسمهن -الانثوى- من جهة وبين احاسيسهن الجندرية و ميولهن العاطفية والجنسية من جهة اخرى مما ادى ببعضهن الى اتخاذ طريق عكسى للتحول الى الذكورة مع كل يحمله ذلك من انعكاسات اجتماعية وادارية لكن المؤسف فى كل ذلك ان هذا التحول سيتم دون امكانية استرجاع اعضائهن الذكورية اللتى انتزعت لهن بفعل ما يسمى بالتصحيح الجنسى
ولهذه الاسباب وغيرها بدات بعض الدول خصوصا فى منع هذه العمليات التصحيحية على حديثى الولادة كسويسرا مثلا. وترك الامر الى ان يصبح بامكان الخنثى ان يختار الى اى الجنسين يميل.

فمتى نتعظ !

.

16‏/02‏/2008

جيمى لى كورتيس خنثى !



لمحة عن حياة جيمى لى كورتيس
ولدت جيمى لى بمدينة لوس انجلس ولاية كاليفورنيا الامريكية فى ال22 نوفمبر 1958م وهى ممثلة امريكية وابنة للممثلين الكبيرين تونى كورتيس و جانيت لايغ.
بدات التمثيل منذ سنة 1978 فى فيلم رعب تحت عنوان هالوين
سنة 1984 تزوجت الممثل البارون كريستوفر جاست وتبنيا طفلين.
اهم افلامها
هالويين 1 و 2
هالويين 20 سنة من بعد
فيروس
من قتل مونى
ابنتى 1 و 2
هايدى يوم بعد يوم

اهم انجازاتها
قولدن قلوب 1990 افضل ممثلة عن دورها فى السلسلة التلفزيونية
anything but love
قولدن قلوب 1995 افضل ممثلة عن دورها فى فيلم
true lies
اما اليوم فان الممثلة كورتيس متفرغة للاعمال الخيرية.


تقول الشائعات و التى لم يكذبها احد بان الممثلة جيمى لى كورتيس ولدت باحدى حالات الازدواج الجنسى مع وجودعضو ذكرى وكروموزومات ذكرية
xy
ولهذا اختار لها والديها اسم محايد جيمى لى. فى انتظار التصحبح النهائى لجنسها الى انثى وهناك الكثير من المقالات التى كتبت عن هذا الموضوع حصوصا واساسا باللغة الانكليزية ومنها هذا الموضوع


.

09‏/02‏/2008

خنثى المانية تكسب قضية.......

استطاعت ممرضة المانية ولدت خنثى ان تكسب قضية رفعتها امام العدالة الالمانية ضد الطبيب الذى اجرى لها عملية جراحية ارغمتها على العيش كذكر لمدة تزيد عن الثلاثين سنة.

فقد قررت محكمة كولونيا الابتدائية ان العملية الجراحية-الناجحة تقنيا-كانت من الناحية القانونية باطلة لان الجراح قام بنزع كافة الاعضاء الجنسية الداخلية الانثوية السليمة لمعيدته الخنثى التى كانت انذاك ال 18 دون ان يعلمها بطريقة واضحة بالامر.
و قد صرحت الشاكية كريستيان.ف با رتياحها العميق لهذا الانتصار المعنوى الكبير.

مع الاشارة ان الممرضة ولدت بخصائص جنسية ذكورية و انثوية. وتمت تنشئتها كذكر لان الاطباء عند ولادتها وامام تضخم البظر الكبير لديها ظنوها كذلك.
لكن ولاسباب صحية وفى سن السابعة عشر قرر الشاب اجراء عملية جراحية لنزع الزائدة وهنا اكتشف الاطباء ان الشاب المراهق يمتلك فى احشائه رحما ومبيضبن فقرروا نزعهما له ليفقدوا الخنثى كل خصائصه الانثوية السليمة.

08‏/02‏/2008

ولادة خنثى

ان ولادة خنثى و هنا اتكلم عن حالات الازدواج او التداخل الجنسى حسب التعريف الطبى يعتبر تحديا حقيقيا بالنسبة للاطباء فنحن هنا امام حالات تستدعى على هؤلاء معالجتها ان صح هذا القول رغم انها من الناحية الطبية البحتة ليست حالات مرضية و لا حتى اعاقات يستوجب على الفرق الطبية كل هذا التدخل العلاجى الاستعجالى لتصحيح ما يعتبرونه تشوها خلقيا .

فنكون بالتالى امام معادلة غريبة حيث يلعب فيها الاطباء دورا كان الاحرى على المجتمع ان يتكفل به.نعم لاننا هنا امام حالات اجتماعية و ليست مرضية فيصبح بالتالى على الطبيب ان يتكفل بالاشكالية الاجتماعية المبنية على الثنائية الجنسية الغير المتقبلة لما لا يتلائم وهذه النمطية وذللك عن طريق ما يسمى بالتصحيح الجنسى المفروض على كل مولود باعضاء تناسلية متداخلة او غير مطابقة لما هو انثى او ذكر

و الادهى فى كل هذا ان ما يسمى بالعلاج لا يحل فى نسبة كثيرة من الحالات المشاكل المترتبة عن هذه الولادات"الغير طبيعية" بل وقد يضيف لها اشكالات اخرى ذات طبيعة بيولوجية و نفسية قد تكون اعقد من لو ترك المعنى على ما ولد عليه.
لانه فى نهاية الامر الغاية المقصودة من هذه التصحيحات الجنسية هو الاذعان للحتمية الاجتماعية اكثر من ارضاء المعنى بالازدواج الجنسى.
والنتيجة النهائية هو ان الخنثى سيحرم من جنسه دون ان ينجح فى ان يكون كالجنسين الاخريين الا ربما ظاهريا.
و هنا قد يتسائل البعض عن ماهية الحل اذا فى هكذا حالات ما دامت التدخلات الطبية الجراحية و الهرمونية مرفوضة و مع الاخذ فى الاعتبار انه لا يمكن باى حال من الاحوال تغيير و بعصا سحرية
هذه الثنائية الجنسية اللتى هى اس اسس المجتمع

الحل الامثل فى رايى هو ان يتفادى الاطباء اجراء العمليات الجراحبة للمزدوجى الجنس حديثى الولادة الا فى بعض الحالات حيث يكون التدخل الجراحى ضرورى لمعالجة اختلالات وتعقيدات مرافقة لهذااللازدواج الجنسى وتكون فى الغالب مهددة لحياة المولود
وبعد ذللك شرح الحالة بطريقة مستفيضة للابويين لمساعدة ابنهم و مرافقته نفسيا و عاطفيا الا ان تحين المرحلة اللتى يمكنه فيها اختيار وتحديد الجنس اللذى يريده المطابق لهويته و توجهاته الجنسية او ان يحافظ على جسمه كما وهبته له الطبيعة.

0

31‏/01‏/2008

حفيظة.... رجل ام امرأة ؟؟

منقول عن صحيفة الجريدة المغربية


عندما التقت الجريدة حفيظة، كانت تفترش الأرض ملقاة على ظهرها بمستشفى ابن سينا بالرباط. كانت هائمة وثائرة كعادتها، تلاحق كل طبيب يلج المكان مستفسرة عن جديد حالتها. حفيظة خنثى حولتها سيطرة أسرتها عنوة إلى امرأة مع وقف التنفيذ. وقد حاولت أكثر من مرة أن تثبت لهم العكس، لكن دون جدوى. تمشي منتصبة القامة بلباسها الذكوري الذي لم تلجأ يوما لغيره... خشنة... متمردة...عنيفة... وحائرة، فهي لم تتذوق طعم راحة البال منذ أن أجريت لها عملية تغيير الجنس، والتي تحولت بمقتضاها إلى امرأة ضدا على ميولاتها وأحاسيسها ورغباتها التي تضعها أساسا في خانة عالم الرجال. حفيظة رجل يعيش في ثوب امرأة، أو بالأحرى برحم امرأة. ليس لها من عالم النساء سوى مهبل اصطناعي فرضته خارطة صبغية محيرة. ولها من عالم الرجال الغريزة والإحساس والميول، وهو ما جعلها تنحو لخيار الثورة على كل التقاليد والضوابط المجتمعية التي جعلتها في مفترق الطرق، فلا هي امرأة كاملة، ولا رجل حقيقي. إنها امرأة بالجنس فقط، ورجل فيما عداه. حفيظة، شخصية نمطية يمكن إسقاط ملامحها على أغلب حالات الخنثى التي تضيع في رحلة البحث عن الذات، وتعتصر في صمت من شدة نبذ الآخرين الذين ينظرون إليها بكثير من الازدراء. أملها في الحياة أن تعيش شخصا لا أن تكون نتيجة مجهولة لما ستؤول إليه عملية جراحية معينة. هي تريد أن تكون رجلا كاملا، لكن عائلتها أرادت العكس خوفا من تعقب نظرات الناس القاتلة، ساعتها صدر عليها حكم قاس بالضياع.
ما هو اسمك؟
حفيظة، حفيظ، عثمان… اختاري ما شئت.
رجل أم امرأة؟
حاليا رجل في شكل امرأة؛ أمام المجتمع أنا حفيظة، لكنني في الحقيقة حفيظ الذي يرفض أن يعترف به الآخرون، فكل تصرفاتي تدل على أنني رجل، إذ أفعل العديد من الأشياء التي هي في الحقيقة حكر على الرجال.
مثلا؟
ألبس لباس الرجال وأتسكع مثلهم في الشوارع ليل نهار، لا يهم. وطريقة كلامي خالية من كل أنوثة، ولم أضع يوما الماكياج على وجهي ولا تستهوني الفكرة حتى. أدخن وأتعطى الكحول والمخدرات وكل شيء. أكثر من ذلك، فإنني كأي رجل أعشق النساء وأحب أن أعاشرهن معاشرة الرجل للمرأة لا أن تربطني بهن مجرد علاقات صداقة عادية.
تعيش وسط أسرتك؟
أنا من مواليد الرباط عام 1975، وأعيش وسط أسرتي بحي يعقوب المنصور الشعبي، المتكونة من 7 إخوة، إضافة إلى الأم والأب. والدي متقاعد، وأمي ربة بيت.
كنت خنثى عند ولادتك؟
نعم، ولدت بنقص أو تشوه، لست أدري ماذا أسميه، وهنا اختلطت الأمور.
متى علمت أسرتك بأنك خنثى؟
بعد ولادتي، إذ كان لي عضو تناسلي ذكر ولم تكن خصيتاي ظاهرتين.
وماذا فعلت الأسرة؟
أجرت لي فحوصات وتحاليل طبية تم إرسالها الى الخارج، وبناء عليها تم تحديد خارطتي الصبغية وهي 46xx، وهذا يعني أنني أنثى، وبذلك حسمت أسرتي موقفها وتم تسجيلي في الحالة المدنية باسم حفيظة، انطلاقا مما ورد في خارطتي الصبغية.
إذن عشت المراحل الأولى من حياتك أنثى؟
أبدا، فقد بدأ يتضح منذ نعومة أظافري بأن لي سلوكات الأولاد، فلم أكن قط أهتم بالأشغال المنزلية مثل شقيقاتي، ولم أرتد تنورة في حياتي أو غيرها من لباس الفتيات، وكنت ألعب مع الأولاد فقط كل الألعاب الذكورية، وكلما تقدمت في السن إلا وازداد نضجي كرجل، فقد كنت سلطويا تجاه أخواتي.
كيف هي علاقتك بإخوتك؟
سيئة للغاية، فأنا لا أجالس شقيقاتي، لأن شؤونهن النسوية لا تهمني، كما لا تسري رياح الود على علاقتي بأشقائي الذكور لأنهم لا يفهمونني.
وكيف تعيش وسطهم؟
أنا عشت أغلب مراحل حياتي أتقلب بين المستشفيات، وخضعت لحد الآن لأزيد من 14 عملية جراحية، والأطباء احتاروا في أمري ولم يستطيعوا تحديد جنسي؛ فخارطتي الصبغية تدل على أنني أنثى(46xx)، لكن ملامحي وسلوكاتي وأحاسيسي تشير بالعكس، وهو ما يفسر علاقاتي بالفتيات. وقبل أن أخضع للعملية التي حولت جهازي التناسلي إلى جهاز أنثوي، كنت أعاشر النساء، وسبق أن افتضضت بكارة إحداهن، وهذا ما زاد من إصراري ويقيني على أنني رجل وليس امرأة. أكثر من ذلك، فقد تم ختاني في سنة 1985، وبعد ذلك بدأت أحس بآلام حادة في جانبي الأيسر، وبدأت مع هذا الألم سلسلة من الفحوصات والعمليات التي زادت من عدوانيتي، فقد مللت الصعود والهبوط بمختلف المستشفيات، وأحسست في لحظة أنني حقل تجارب، كل طبيب يدلي بدلوه دون أن يعير أحد أهمية لما أعانيه. كان أمر ازدواج جنسي مصدر عقدة بالنسبة لي،إذ لم أكن ألج الحمام الشعبي، ليس لأنني لا أريد ذلك ولكن لأنني لا أقدر على مواجهة الآخرين، فأنا حفيظة بالنسبة للجيران والمعارف، لكن دخولي حمام النساء سيفضح أمري... ولم أكن أيضا أذهب للبحر خوفا من نظرات الناس.
هل فكرت في إجراء عملية تغيير الجنس؟
في سنة 1990، حكت شقيقتي قصتي لأحد الأطباء وطلب منها إحضاري لإجراء فحص طبي، وبالفعل تم ذلك. الطبيب طلب إعادة إجراء بعض التحاليل لتحديد خارطتي الصبغية من جديد، وكانت النتيجة مرة أخرى 46 xx أي أنني أنثى، وفي سنة 1993 خضعت لعملية تغيير الجنس بمستشفى ابن سينا بالرباط.
تم تحويلك إلى امرأة؟
بالفعل، فقد زرعوا لي مهبلا اصطناعيا.
هل تدخلت في تحديد الجنس الذي تحولت إليه؟
سألني الطبيب: هل تريد أن نزيل قضيبك ونزرع لك رحما لتتحول نهائيا إلى امرأة؟ ترددت كثيرا في البداية وتمثلت لي صورة أمي التي لطالما عاملتني كأنثى، ولم أشأ أن أتحمل عواقب الانفراد باختياري، وفضلت إشراك أسرتي في هذا الموضوع المصيري، ظنا مني أنها ستكون سندي وستضع نصب عينيها مصلحتي الشخصية وميولاتي الطاغية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فأسرتي كانت حسمت أمرها قبل أن يستشيرني الطبيب ولم تكن لتقبل أن أكون غير حفيظة المسجلة في الحالة المدنية، والتي يعرفها الجميع بأنها أنثى. نحن نعيش في مجتمع لا يرحم، فحتى أمي فكرت في مصلحتها ولم تفكر قط في ما أحسه.
أسرتك إذن هي من قرر تحويلك إلى امرأة؟
بالفعل، فقد طلبوا من الطبيب إزالة قضيبي ولم يتركوا لي إلا جزءا قليلا منه، لكنه ما زال يتحرك ويهيج كلما كانت هناك إثارة، وهذا دليل رجولتي.
كنت وقتها ما تزال تدرس؟
نعم، فكل هذه المشاكل لم تمنعني من مواصلة الدراسة إلى أن حصلت على الباكالوريا في الآداب العصرية. إن حالتي المبعثة للذهول كانت مثار نقاش العديد من الأطباء المختصين. أكثر من ذلك، فحالتي اعتمدتها إحدى الطبيبات وجعلتها أهم شهادة حية على موضوع المخنثين الذي نالت به شهادة الدكتوراه.
هل كانت للعملية آثار جانبية على صحتك؟
في سنة 1995، انتفخ جانبي الأيمن ونقلت على وجه الاستعجال إلى المستشفى، وقال الأطباء إنها بويضة وخضعت لعملية جراحية لإزالتها، وبعد مرور سنة حصل الشيء نفسه مع الشق الأيسر، وبدأ الألم يعتصرني دون أن يستطيع الأطباء تحديد سبب هذا الألم، وظنوا للحظات أن الأمر يتعلق بالبروستات، ليكتشفوا أن الأمر ليس كذلك، وإنما كانت خصية غير ظاهرة، وقد أزيلت لي واحدة وبقيت الثانية. في 1997 بدأ الألم يزداد ولم يتمكن الأطباء من معرفة سببه، وبعد ذلك بسنة اقترح علي الأطباء أن يصنعوا لي مهبلا فوافقت لأتخلص من الآلام التي لم تعد تفارقني لدرجة أصبحت معها أتعاطى للحقن المهدئة بشدة هروبا من الألم. أصبحت في تلك اللحظة أبحث فقط عن الخلاص، رجل أو امرأة لم يعد يهمني الأمر، ما كان يشغلني هو أن تحدد هويتي وجنسي حتى أستطيع العيش بسلام، فخضعت للعملية وزرع لي مهبل اصطناعي، وهنا تولدت مشاكل أخرى.
إلى أي حد يؤثر فيك وضعك كخنثى؟
إلى ما لا نهاية، إنه إحساس عميق وقاتل بالدونية والاختلاف عن باقي بني البشر.. الاختلاف عن الطبيعة. إنه موت بطيء بأبشع وأحقر الطرق، الخنثى في المجتمعات العربية هم المعذبون في الأرض. أنا لم أختر حياتي هذه، ولم أتحكم في أنني ولدت بتشوه أو عيب... لكنني وحدي من يدفع الثمن وسط مجتمع متخلف لا يرحم. فخلال السنوات الأخيرة، زادت عقدتي تأزما، إذ أحسست أنني أعيش فقط، دون أن أعرف من أنا، فلا أنا امرأة ولا أنا رجل، لذلك فكرت مرارا في الانتحار عن طريق تناول كمية كبيرة من الحبوب المهلوسة وبعض المواد الكيماوية. وأدمنت منذ مدة على تناول الحبوب المهلوسة، وكنت أعيش دائما فاقدا الوعي، إذ لم أكن أرغب في الإدراك أو التفكير في أي شيء... رغم أنني أحب الحياة. بعد محاولة الانتحار هذه نقلت على وجه السرعة وخضعت لغسيل المعدة وشدد الأطباء علي الحراسة خوفا من إعادة التجربة، ورغم ذلك حاولت الانتحار من جديد داخل المستشفى وتم نقلي على إثرها إلى مستوى الرازي للأمراض النفسية، حيث مكثت هناك خمسة أشهر تناوب الأطباء خلالها على حقني بمواد مهدئة لتجاوز الحالة الهستيرية التي أصبحت عليها. لقد صرت عنيفا أكثر من ذي قبل، لذلك اضطر الأطباء إلى حجزي في غرفة لوحدي لأنني كنت أعتدي على باقي الفتيات. كل الفتيات اللواتي كن معي في الغرفة كن يرين في رجلا وسطهن، ولطالما عامَلْنني كذلك، وأنا بدوري كنت أمارس دور الرجل هناك، حيث ربطت علاقات مع بعضهن، لدرجة أن إحداهن أصبحت تنام معي في فراشي، ولما وصل الخبر إلى الإدارة أعادوني إلى غرفة أخرى مكثت فيها لوحدي. ولما غادرت المستشفى عدت إلى المنزل، وعدت إلى غرفتي المنعزلة فوق السطوح، أعيش وحيدا مع أحزاني وسجائري ومخدراتي... كل أفراد الأسرة كانوا يتجنبونني، حتى أكلي كان يصلني إلى الغرفة التي أعيش فيها وحيدا. إنها قمة الإقصاء والنبذ والتهميش والتحسيس بالدونية. صديقتي تنادي على باسم عثمان
هل تربط علاقات مع بعض الفتيات؟
بعد خروجي من المستشفى ربطت علاقة مع صديقة جديدة لم تكن تعرف مشكلتي. وتطورت علاقتنا وتوطدت، وأصبحنا نتبادل القبل... ذات مرة، وبينما كنا وحيدين في مكان منعزل نعيش لحظات حميمية اكتشفت الأمر، مما اضطرني لأحكي لها تفاصيل قصتي الغريبة. أبدت صديقتي تفهما مصطنعا، خصوصا وأنني أخبرتها بأن الأطباء وعدوني بإجراء العملية وتغيير جنسي إلى رجل، واستمرت علاقتنا إلى الآن على أمل أن ينفذ الأطباء هذا الوعد الخلاص.
كيف تعاملك صديقتك؟
صديقتي تنادي على باسم عثمان، علاقتنا محددة، فهي المرأة وأنا الرجل.
ألم تكن تخشى بأن تعرف قصتك؟
ذات مرة حصل ما كان منتظرا. كنا منزوين في مكان ما وعشنا لحظات جميلة، غير أن هذه اللحظات تحولت في لمح البصر إلى سراب، بل إلى عذاب. أتعلمين ماذا قالت؟ قالت لي "إنني أحتاج الآن إلى رجل". نزلت هذه الكلمة التي لن أنساها ما حييت كالصاعقة. لكنني أجبتها في الحين قائلا: "كنت كذلك... كنت رجلا... وكان لي قضيب وقد أكلته القطط في مستشفى ابن سينا".
هل انقطعت علاقتكما؟
لا، أبدا، فقد وعدتها بأنني سأجري العملية. لطالما برهنت لها عن حبي لدرجة وشمت اسمها على كتفي. أخبرتها بأننا سنعيش معا سواء هنا بالرباط أو بعيدا عن أعين الناس الذين يعرفوننا. مرت الأيام، واقنتعت الى حد ما بكلامي، غير أنها ستصفعني من جديد صفعة قوية عندما ناقشتني في موضوع الإنجاب